برامج العبد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برامج العبد

موقع يختص بالبرامج والمنوعات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فيلم حسن و مرقص (بين السذاجة و النوايا الطيبة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ahmad 1991
مشرف نشيط
مشرف نشيط
Ahmad 1991


ذكر عدد الرسائل : 59
العمر : 32
العمل/الترفيه : Student in Faculty of Engineering TANTA
تاريخ التسجيل : 03/07/2008

فيلم حسن و مرقص (بين السذاجة و النوايا الطيبة ) Empty
مُساهمةموضوع: فيلم حسن و مرقص (بين السذاجة و النوايا الطيبة )   فيلم حسن و مرقص (بين السذاجة و النوايا الطيبة ) Emptyالسبت أغسطس 23, 2008 10:28 pm

فيلم حسن و مرقص (بين السذاجة و النوايا الطيبة ) Large_941_55288



لو طلب مني استبدال اسم فيلم "حسن ومرقص" من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام وبطولة عادل إمام وعمر الشريف باسم آخر، لما ترددت في تسميته بفيلم المصادفات والعجائب والمعجزات والكرامات، فهذا الفيلم يحتوي على أكبر كمية من عجائب السينما المصرية على ما أظن، ولو حذفنا من أحداثه ما يعتمد على المصادفة والمعجرة والأعجوبة ولطف الله ورغبة كاتب السيناريو بإكمال فيلمه حتى نهايته، لما تجاوزت مدة الفيلم الربع ساعة في أحسن الأحوال، ولكان انتهى مبكرا بمقتل بطليه المسيحي والمسلم في المأزق الأول الذي دبره كاتب السيناريو لهما ثم أنقذهما منه، مستبدلا المبررات الدرامية بالرعاية الإلهية، ليبتكر فيما بعد أخطر خطة بوليسية عرفتها الكوميديا المصرية بإخفاء الشخصيتين، كل منهما داخل دين الآخر، ثم ليجمعهما معا بعد ذلك عبر متوالية من المصادفات السعيدة أو على الأقل ذات النهاية السعيدة، ليصل أخيرا إلى تأكيد أهمية الوحدة الوطنية ورسم صورة الهلال والصليب متعانقين في مشهد رومانسي شاعري على درجة كبيرة من السذاجة، وكأن الاحتقان الطائفي والمذهبي في العالم العربي سببه شجار على فتاة أو على مكان الوقوف في طابور الجمعية، وليس الإحساس بالغبن وضياع الحقوق وغياب الإحساس بالمواطنة.

التبسيط والتسطيح هما الانطباعان الأساسيان الذي يخرج بهما مشاهد فيلم "حسن ومرقص" منه بعد حضوره، ليس فقط في شكل ومعالجة أفكار مهمة مثل التسامح الديني والوحدة الوطنية والتعايش بين مواطنين مختلفي الانتماءات والعقائد، وإنما أيضا في طريقة بناء شخصيات الفيلم الكرتونية ذات البعد الواحد، فرجل الدين المسيحي بولس الذي يجسد شخصيته عادل إمام والذي يتخفى داخل شخصية الشيخ المسلم حسن هربا من متطرفي طائفته، لا يختلف -من حيث تسامح الطباع وملائكية السلوك والبعد عن التعصب- عن الشيخ المسلم محمود الذي يؤدي دوره عمر الشريف الذي يتخفى في شخصية مرقص المسيحي هربا أيضا من متشددي دينه، وأسرتهما تكادان تتطابقان في نبل المشاعر وحسن السلوك، وتتكاملان باعتبار أن للأول ابن شاب وللثاني ابنة فتاة، وحسب العادة الدارجة في السينما المصرية لا بد وأن يعجب ابن الأول بابنة الثاني، وتبادل ابنة الثاني ابن الأول تلك المشاعر بأفضل منها، وهو ما يحدث فعلا، وحول هاتين العائلتين تتحرك شخصيات ثانوية أحادية اللون متعصبة لدينها أو طائفتها، تظهر عمق المشكلة الطائفية والتي لا يتم حلها بالاستسهال الذي طرحه الفيلم عبر علاقة "حسن ومرقص".

وهذا التبسيط والتسطيح يمتد من بناء الشخصيات ليطال سير أحداث الفيلم التي تتحرك باعتبار أن الحياة مجموعة من المصادفات المتتالية، فالرجلان المتسامحان من كلا الدينين ينجوان في نفس الوقت من حادثتي اغتيال بفضل العناية التأليفية، وتبتكر العبقرية البوليسية فكرة إخفاء كل منهما في دين الآخر، ثم يجتمعان بالصدفة مع عائلتيهما في عمارة واحدة، ويتعرضان لمآزق تقرّب بينهما أكثر فأكثر، وحتى حين يتعرضان لأكبر المحن عندما يكشف كل منهما هويته الدينية الحقيقية للآخر تتدخل المصادفة، وتبتكر العناية التأليفية بهما من جديد حادثة حريق لإعادة لم شملهما وإظهار مدى تعلقهما ببعضهما البعض بغض النظر عن اختلاف ديانتهما، كل ذلك في سبيل خدمة فكرة وهدف الكاتب، وإيصال مقولته التسامحية التعايشية الجامعة عبر أكثر الطرق سهولة وأوضحها سذاجة.

وإذا كنت أستطيع أن أفهم وأبرر مدى الإحراج الذي وقع فيه مؤلف سيناريو "حسن ومرقص" في محاولته التعاطي بحذر وتأن -عبر فيلم كوميدي يتناول موضوعا حساسا- مع الشخصيتين اللتان تمثلان قيما متسامحة للدينين الإسلامي والمسيحي، أكثر من مما تقدمان شخصيتين حيتين تعيشان حوار العقيدتين، كما يحدث في رواية الإنكليزي غراهام غرين "المونسنيور كيشوت" التي استوحى منها يوسف معاطي التركيبة الرئيسة لفيلمه كما أعتقد، وأستطيع أن أفهم وأبرر هدف الفيلم السامي ورغبته في تقديم نموذج فني -يصوره نجمان كبيران- للتعايش بين مواطني البلد الواحد من مختلف الطوائف والأديان، فإنني لا أستطيع أن أفهم أو أبرر الاكتفاء بمناقشة الظاهرة وحلها بمنطق تبويس اللحى والشوارب دون البحث في أسبابها الأهم، ولا أستطيع أن أفهم أو أبرر الكم الهائل من الصدف الساذجة والأخطاء القاتلة التي يقوم عليها حدث الفيلم، ولذلك أجد أن أكثر الكلمات مناسبة لوصف حالة فيلم "حسن ومرقص" من وجهة نظري هي تلك التي تقول "إن الطريق إلى جهنم مليء بذوي النوايا الطيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيلم حسن و مرقص (بين السذاجة و النوايا الطيبة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
برامج العبد :: موضوعات منوعة :: الأخبار-
انتقل الى: